وعباد الله الشاكرون الحامدون قليل ... اصطفاهم ربهم من بين عباده ليبلغهم مراتب الحمد "وقليل من عبادي الشكور"

والحمد والشكر نعمةٌ مسداة ... وعطية مهداة ... من رب الأرباب ....الى بعض بني التراب ... وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

والشكر آلة حفظ النعمة ... بل هو آلة زيادتها "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"

والمؤمن يلهج لسانه بالذكر والشكر لله تعالى ... على ما أنعم وقضى وقدر ... ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن).

فيامن ترفل في ثياب العافية ...انظر الى من فقد الصحة واشكر الله واحمده على ماترفل فيه.

يا من يلبس لباس الأمن ... انظر الى من لبس لباس الخوف واحمد الله على لباسك .

يامن تنطق وتتحدث وتسمع ... انظر الى من فقد السمع أو النطق فاحمد الله واستخدم ذلك في طاعته.

يامن يرى ... اعرف عظيم نعمة البصر ... فغيرك كفيف النظر ... فلا تنظر الى ماحرم الله .

يامن أنعم الله عليك باليدين والرجلين ... انظر الى من لا يستطيع المشي والبطش ... فلا تمش إلى معصية الله .

يا محافظا على دينه ... بل يا كل مسلم ... اشكروا الله على ما أولاكم ... وخولكم وأعطاكم ..."يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا عليّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين"

أيها الجيل:

قلب ناظريك .. فهناك فقير ومحتاج ومسكين وخائف وأسير ومظلوم ومقهور وشريد وطريد وجائع ومعتر وبائس وحزين ومهموم ومغموم ومبتور وأعمى ومشلول ومريض وسقيم ومعدوم ويتيم وكهل وضعيف وشيخ وذو حاجة ومسغبة ونزيل في مستشفيات الأمل وآخر يهيم على وجهه في الطرقات وأمم بأكملها أذاقها الله لباس الجوع والخوف .

فلست أيها الحبيب مشمولا فيما ذكرت وإن كنت ضمن بعضهم فاحمد الله أن نجاك من الفئة الباقية ... والشكر الشكر ... فبالشكر تدوم النعم ... وبالشكر تحفظ من الزوال .. والشكر عدة المؤمنين ... وهو خير حال العبد في حال السراء كما ذكر ذلك في الحديث آنف الذكر .... جعلني الله وإياكم ممن يشكره .... ورزقنا شكر آل داود " اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور"
وأمان الخائفين. ..