السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


احذروا من الظلم...

...فإن دعوة المظلوم سهم لا يرد، فيا بؤس الظالم المخذول ينام ملء عينيه والمظلوم يدعو عليه، يجأر إلى الله أن ينتقم منه، وأن يشتت شمله، ويعجل عقابه، وينزل به بأسه، ويحل عليه سخطه، ويأخذه أخذ عزيز مقتدر، وأن يشغله الله في نفسه وماله وولده ..يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)(واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب)لو كان المظلوم فاجراً فدعوته مستجابة فجوره على نفسه، ودعوة المظلوم على الظالم تصعد إلى الله فما بالك بدعوة التقي الصالح أو العالم الرباني ومن بذل نفسه لله؟
وإذا فتحت أبواب السماء لهذه الدعوة أتى الفرج من رب الأرباب ومهلك الجبابرة وقاصم ظهور القياصرة: الذي وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى *وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى.
كان يزيد بن حكيم يقول: ما هبت أحداً قط هيبتي رجلاً ظلمته وأنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله يقول لي: حسبي الله، الله بيني وبينك.
يقول ابن القيم رحمه الله: فسبحان الله كم بكت في تنعم الظالم عين مظلومه مقذوف بشرفها، واحترقت كبد يتيمه محروق قلبها، وجرت دمعت مسكين لاحيلة له الا سهام السماء .. قال الله: كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُون وقال: وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ، .
لا تحتقر دعاء المظلوم فشرر قلبه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك، نبال أدعيته مصيبة وإن تأخر الوقت، قوس قلبه المقروح وسواد الليل يرميك فيه، والوعد: لأنصرنك لأنصرنك لأنصرنك ولو بعد حين، احذر دعوات من ينام وطرفه باك يقلب وجهه في السماء يرمي سهاماً مالها غرض سوى الأحشاء.
أن! سلاح الدعاء من المظلومين عظيم فأحذروه .نسأل الله السلامه•
وياامان الخائفين. .