أين المعلم في يومه العالمي؟



أين وصل المعلم في عصرنا الراهن في سلم الترتيب الاجتماعي؟ ذلك سؤال عريض اتخذ منحى معقدا يمكن الاستخلاص منه أنه لم يعد بتلك القيمة التي كان عليها في السابق، تلك هي الحقيقة ببساطة، ومن واقع ما نقرأ ونسمع من احتكاكات للطلاب بمعلميهم يمكن الجزم بأن المعلم أصبح ضحية وهدفا لطلابه، ولا أريد أن أجعله كذلك وإنما هو الواقع، فنحن لم نعد نتعامل مع المعلم من المنظور التربوي الذي يجعل الطلاب ينحنون ويشيحون بأبصارهم عن وجه معلمهم وهم يقفون أمامه، بل إن بعض الطلاب يمكن تصورهم ينظرون بعين قوية إلى المعلم وهو يحادثهم أو يحدثهم.
الأحد ٥ أكتوبر ٢٠١٤ وافق اليوم العالمي للمعلم تحت شعار: "الاستثمار في المستقبل، الاستثمار في المعلمين"، وهنا مفارقة؛ ففي الوقت الذي يحتفي فيه العالم بالمعلم نظير دوره وأهميته في إنتاج الأجيال الواعية والمتعلمة، نبقى وكأننا نبحث عما ضاع من تقدير للمعلم، ذلك لم نتعامل معه كخط أحمر، فالمعلم في مسألة الاحترام والتبجيل يبقى بالفعل خطا أحمر لا يمكن لطالب أن يتجاوزه.
أذكر أنني قرأت قريبا أن العلماء الألمان طالبوا المستشارة ميركل بزيادة رواتبهم فرفضت، معللة ذلك بأنها لا يمكن أن تساويهم بمن علموهم وعلموها، أي المعلمين، وذلك يعني أن القياس المادي للمعلم الألماني هو الأرفع في عوائده المالية التي تمنحها له الدولة، فكل مواطن يحمل في ضميره تقديرا واحتراما كبيرا للمعلم؛ لأنه سبب فيما وصل إليه من علم ومكانة بما تعلمه منه، وذلك كفيل برفع شأنه وعدم المساس به.
منظمة العمل الدولية ذكرت أن "الاستثمار في المعلمين يعني استثمارا في المستقبل"، وبهذا نضع الحصان أمام العربة، ولا يمكن لطالب أن يقفز على استحقاقات المعلم في احترامه، وكما نطمح في مستويات تربوية متقدمة لدى طلابنا فإننا مطالبون أيضا بتأهيل المعلمين وحمايتهم من أي اختراقات لشخوصهم وأدوارهم.



سكينة المشيخص
صحيفة الوطن