« الكلب الوفي ... والإنسان»
شذرات
سهيل بن حسن قاضي
الثلاثاء 14/10/2014
صحيفة المدينة
كلما أصيب بعض البشر بشيءٍ من خيبة الأمل في وفاء الانسان تذكروا الكلب ووفاءه . بعض العلماء يضيقون واسعاً عندما يفتون بنجاسة الكلب مما جعل العديد يحجمون عن اقتناء الكلب حتى بغرض الحراسة بينما يعامل الكلب معاملة كريمة في الغرب وهناك من القوانين التي تحمي الكلب من سوء المعاملة وغير ذلك بينما نجد في مجتمعاتنا أمراً آخر مناقضاً إلى الدرجة التي تستدعي المعاملة القاسية من بعض الناس بأن «فلاناً يعامل فلاناً معاملة الكلاب» أي أسوأ أنواع المعاملة. وفي النهاية المسألة مسألة ثقافة بين المجتمعات الأخرى التي يحظى الكلب لديهم برعاية كبيرة تفوق من وجهة نظر بعضنا الإنسان.
إن التراث الاسلامي فيه ما يدلل على العناية بالكلب ، وقصة سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مع الرجل الذي شاهده مع كلبه وسأله عمن معه فقال: نعم الصاحب، إن أعطيته شكر وإن منعته صبر، فقال سيدنا عمر: نعم الصاحب فاستمسك به. وهناك مقولة للإمام الشعبي الفقيه المعروف قال: خير خصلة في الكلب أنه لا ينافق في محبته. ويقال إن أحد الصحابة رضوان الله عليهم كان يقول كلب أمين خيرٌ من إنسان خؤون. ويورد الصديق السيد الجليل عبدالله فدعق عن الإمام البصري (لا يزال جائعاً حتى يطعم، ولا يكون له موضع يعرف به، ولا ينام من الليل إلا قليلاً ، وإذا مات لا يكون له ميراث، ويرضى من الدنيا بأدنى مكان، وإذا غلب على مكانه تركه وانصرف، وإذا ضرب وطرد ثم دعي أجاب ولم يحقد، وإذا حضر شيء للأكل قعد ينظر من بعيد، ولا يترك صاحبه وإن جوّعه وطرده، وإذا رحل من مكانه لا يرحل معه شيء، ولا له شيء يلتفت إليه). وهناك العديد مما ورد في فضل الكلب ومحمود خصاله وهناك من جمع هذه الخصال في كتاب أسماه (فضل الكلاب على كثيرٍ ممن لبس الثياب) .
إن اقتناء الكلب اختلف فيه الفقهاء، فالإمام النووي أجاز اقتناءه لحفظ المنازل والدروب وبعضهم أجازه لقيادة الأعمى أو بغرض أمني . من جانبٍ آخر فهناك من البشر ممن كانوا أشد وفاءً من الكلب وقد قرأنا العديد من القصص الواقعية منها من كتب وصيته لكلبه لأنه ليس لديه وريث وأقام بعض الأوصياء من البشر لتنفيذ الوصية ،وقصص أخرى عديدة لا تخلو من الطرائف.