عندما يكون القلم له نزف فأن ذلك يفوق دم ينزف من جرح غار في أحشاء إنسان.
لأن نزف الدم يتوقف يوماً ما ، لكن نزف قلمي لا يتوقف فهو الألم الذي لا يرجى برؤه .
تلك حقيقة يعرفها من صب جام حزنه في قلم ينزف أحزان الأيام وألم السنين .
أنزف يا قلمي فمدادك دم من قلبي لا من جرح عابر بل هي جروح .
وفي كل يوم ألف جرح يُدمي قلبي لينزف قلمي
وفي كل مرة أبكي هذا النزف لأن المداد يشكي مرارة الألم...

نظرت لذلك الواقف في عزةٍ لا يعرفها غيره ..
وقلت من أوقف هذا غير راحة يدي، من سند ظهره عن الاعوجاج ..
غير قواي التي أنهكتها السنين، وفي كل مرة لا يدري أن استقامة ظهره وعزة أنفه
ثمنها كسر في عظمى لا يجبر مع كل هذه السنين وليته يعرف...

تذكرت الشباب وسنين الماضى وبنيان الحياة ، عندما كنت وحيداً ...
فعرفت أني قد شققت في الصخر طريقاً....
وياأمان الخائفين...