تم بنائه من قبل السيد ابراهيم سيف الدين الكيلاني رحمه الله وهو عميد اسرة ال الكيلاني في بغداد وله من الاملاك المنتشرة في بعض محافظات العراق منها ديالى وبغداد بالاخص ومنها له بستان كبيرة جدا سميت باسم الاسرة بستان الكيلانية مساحتها 98 دونم تمتد من نهر دجلة الى بداية المناطق السكنية في حي سعيده بمنطقة الزعفرانية لمسافة 750 متر طولا وعرض 325
استقطع منها جزء ملاصق للمنطقة السكنية بمساحة 2500 متر تقريبا لبناء الجامع



الرجل معروف بالصلاح والتقوى ولهذا فهو يسكن جميع الفلاحين باسرهم بدور انشائها لهم من الطين وكان شائع الاستخدام ايامها وكذلك له مطعم خاص بهم لاطعامهم مع اسرهم ولهم منه اجور محسوبه تدفع لهم راس كل شهر وهو وفر لهم بهذا السكن والمعاش وبقي في حساباته ان ينشا لهؤلاء الفلاحين مسجدا وفرن للخبز وبهذا يتم لهم جميع احتياجاتهم فلن بذهبوا بعيدا حين انتهاء العمل سكن غذاء مسجد عبادة وهذه كانت امنية غالبيه تلك الطبقه من الناس ايامها وباشر العمل بالمسجد لاكن المنية وافته قبل اكتماله وافتتاحه وذهبت فكرة بناء الفرن ولاكن اولاده الاثنين مصطفى شمس الدين واخيه محمد نجم الدين اكملوا بناء المسجد مع دور للقائمين عليه اضافة الى بناء اربع دكاكين او محلات تأجر لتساهم بمصاريف المسجد مع تعيين امام صلاة وخطيب جمعة وخادم ومؤذن وهو ابو خليل ابراهيم المؤذن الذي مازال يعلوا بصوته المميز بالاذان للصلوات الخمسة من يوم انشائه ولحد الان بينما تتابع على الامامه والخطابه عدة اشخاص وكانت رواتبهم وجميع احتياجات المسجد تصرف من اسرة الاخوين وايجار المحلات التي من ضمن المسجد وكان ابي ابراهيم الكعيد رحمه الله وكيلا عن الاسرة يقوم باستحصال ايجار الدكاكين او المحلات ويضيف عليها من محصول البستان ليصرف رواتب ومصاريف المسجد



سافر احد الاخوين محمد نجم الدين الى بلاد الهند فاقام هناك الى ان توفاه الاجل فدفن هناك اما اخوه مصطفى شمس الدين توفي بعده بسنين ودفن في مقبرة العائلة في جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني واستلم ادارة البستان والمسجد اولاد الاخير لان اولاد محمد استقروا بالهند فلم ياتوا العراق الا لزيارة سريعه فتغيرت الاحوال تبعا للوقت ومتطلباته فتفرق الفلاحون واغلق بعدها مطعمهم وما بقي الا اسرتنا ترعى البستان والمسجد فكان ابي فلاحا يروي ويرعي احوال البستان والجامع فازدادت مصروفات الاثنين معا فقام الاحفاد بتسليم المسجد الى وزارة الاوقاف والشؤؤن الدينية فتوفي والدي انا كاتب السطور فاستلمت ادارة البستان للاسرة فواصلت اهتماماتي بالمسجد في جوانب قليلة تبعا لما يتطلبه من امور لاتتقاطع مع ادارة الدوله له وهي في العادة من الامور اليسيرة لضعف الجانب المادي



مراحل الاعمار
مر المسجد من يوم بنائه بمرحلتين اعمار بمعنى الاعمار الاولى في نهاية التسعينيات من القرن الماضي حيث صعد منبره الشيخ محمود سلمان وهو من ابناء المنطقة شابا نابها اخذ العلم سريعا وتبحر بعلوم الحديث والتفسير بفتره قياسيه فتجمع الناس من حوله لاخذ العلم منه من خلال الخطب والدروس التي كان يقيمها في المسجد فتقاطب عليه الناس من كل المناطق بل وحتى من محافظات العراق ياخذون منه العلم فضاق المسجد الذي يعد صغيرا فقام بالتوسعه الاولى من جهة مقابل المحراب حتى تزداد الصفوف ولاكن برغم ذلك لم يعد يكفي المسجد بكثرة الناس المصلين فصلى الناس على السطح وفي كل مكان يصلح للسجود بظمنها حديقة المسجد الاماميه وانا اذ اتذكر مره لم اجد مكانا لي فاتخذت من الباب الخارجي قرب الشارع مساحة فاتممت صلاتي مع الجموع الغفيرة
مثل هذه التجمعات في المساجد والمرافق العامه لاتروق لنظام صدام حسين فكان كما هي عادته يدس اثنين او ثلاثة من رجال الامن المدنيين بين المصلين يتجسسون الخطب ويسجلونها باجهزه صغيره معهم مع كتابة التقارير الاسبوعيه عن محتوى كل خطبه يلقيها وهذا شان كل مساجد العراق بينما كان فرق حزب البعث تتابع الوضع عن كثب وايضا يكتبون التقارير عنها فاتى اليوم الذي اعتقلوه بمديرية امن بغداد واستجوب عن اتهامات معده له لاكنه خرج بعدها بايام بعد ان تعهد ان لايتكلم بامور السياسه مطلقا علما انه لم تمر خطبه عليها فاطلق سراحة ومنع من الخطابه
فمضت ايام المسجد على هذا الوضع الى ان اتى اليوم الذي امر صدام باحتلال دولة الكويت وما تلاها من حرب تحرير الكويت فخرج العراق من خسارة كبيرة اتت على شعبه بالويلات فذهب الشيخ محمود سلمان خفيه الى الكويت والتقى شيوخ يعرفهم وشرح لهم ان العراقيين ليس لهم يد باحتلال الكويت وهم شعب مغلوب على امره وامره بيد صدام وقيادته وبرر لهم ذلك وعلمت بعدها مدى تقبلهم لذلك الامر وعرج من سفرته تلك الى الاردن فالتقى بالشيخ محمد ناصر الدين الالباني وشرح له ماشرح للاخوة الكويتيين عن الغزو وايضا شرح له ضائقه العيش التي تمر بالناس من جراء ذلك فعاد الى بغداد فتبعته شاحنات المساعدات الغذائيه التي وزعت على ابناء المنطقة لاكنه اصبح مراقبا ومطاردا اكثر من ذي قبل
كان خطباء بغداد ايامها يختمون خطبة الجمعه بدعاء الى راس السلطة في العراق وهو صدام فكان الشيخ محمود لاياتي بذكر ذلك الدعاء لانه كان يعلم انه لايستحق ذلك لابل وصل الامر يوما امروه ان يذكره والا الاعتقال والتنكيل به واتذكر ذلك اليوم الذي جلسنا في غرفته نتوسله على ان يضمنه في الخطبه فكان يبكي البكاء الشديد فصعد المنبر فاكمل الخطبه فدعا له بدون ان يذكر الاسم فكانت هذه اخر خطبه حيث اعتقل بعدها بايام فاعدم وسلمت جثته الى اسرته مع منع اقامة مجلس عزاء
فاستلم بعده المنبر خطيبا ينتمي شيوخ التكية القادريه الذين يسمون الدراويش ولهم طقوس معروفة في نقر الدفوف وضر السيوف والسكاكين والمشي على جمر النار فاخذ الناس بالتفرق شيئا فشيئا حتى اصبح المسجد على سابق ايامه خالي من الناس تادي الصلاة اداء فرض ليس الا وتسارعت الاسابيع وطلب ذلك الشيخ من اداره الاوقاف ان ينقل بعد علمه بعدم مقبوليته من جانب الناس فتعاقب الخطباء على المسجد ايضا لسنين
المرحلة الثانية من اعمار المسجد كانت بتولي الخطابة والامامه الشيخ عبد الرحمن عبد الله المشهداني هذا الرجل له مقبولية من الناس لعلمه وطيبه اخلاقة فتجسد به شخص الشيخ محمود رحمه الله فالتف الناس حوله وعاد المسجد الى زحامه في ايام الجمع وعقدت النيه على توسعة المصلى الرئيس لانه ماعاد يكفي الناس فاضيفت اربع صفوف على التوسعه السابقة وتم توسعت مصلى النساء ايضا وهدم السور القديم وبني اخر جديد مع تجديد الباب الرئيسي وبناء مسكن جديد للامام والخطيب ومكتب استقبال للناس والضيوف بعد ان هدمت المحلات والدكاكين القديمة واستبدل فراش المصلى الكبير الى اكثر من مره وكل ذلك من تبرعات ابناء المنطقة والميسورين ولاكن المسجد ضل بدون منارة لان تكلفة بنائها كبيرة تفوق الحسابات والمبالغ المعده للتعمير لاكن تم اضافة اعمدة حديديه لترفع مكبرات الصوت الى اعلى من ذي قبل وتم بناء اماكن وضوء جديده وبعدد يتناسب مع عدد المصلين
وكان كل ذلك قبل 2003 بشهور
المسجد بعد 2003
مر المسجد كحال باقي بيوت الله بمرحلة عصيبه جدا بعد تغيير النظام في 20033 حيث تغيرت الحكومة واصبحت تتبع المذهب الجعفري وقبل ان اكمل شرحي لما جرى فاني اقسم بالله العظيم طيله حياة المسجد من يوم بنائه الى لحظة كتابة هذه السطور يأمه الناس على اختلاف عقائدهم فكان السني والشيعي والتركماني وباقي طوائف المسلمين يصلون به بدون اي تفريق بين اي احد منهم اسرة واحده كحال ابناء المنطقة التي يسكنها ابناء جميع الطوائف ولهم بها الفة وتزاوج بينهم وصلة رحم متبادله لاكن ايضا خرج من هؤلاء خلف اضاعوا الرحم واتبعوا الشهوات والملذات فانساقوا خلف الجهل الاعمى بعدما كانوا يبصرون فاخذت الشحناء تدخل للمنطقة دخيلة من مناطق اخرى تبعا للتعصب المذهبي المقيت
فهجر الناس المسجد خوفا على حياتهم من مليشيات وعصابات تقتل وتخطف على الهويه المذهبيه وفقتل من قتل والقي في السجون من القي في حمله همجيه لاتنم للانسانية ولا للاسلام من صله فراح ضحيتها الابرياء وتيتمت الاطفال وازداد البؤس والخوف من المستقبل
اما في المسجد فعمل مجموعه من المصلين حراسات متناوبه تقوم على حمايته من المتطرفين والعابثين وحتى هولاء لم ينجوا من القتل منهم الشيخ عبد الرحمن المشهداني لقي حتفه من قبل عصابه وقفت له امام الناس بالطريق فاطلقوا عليه وابلا من الرصاص فنجا باعجوبه لاكنه ضل طريح الفراش الى ان وافاه الاجل بشهور بعدها
بعد تلك الصفحة هجر المسجد تماما من الناس ومابقي به الا المؤذن وهو كما ذكرته سابقا ابو خليل ضل ياذن للصلوات لوحده ثم يعود لمنزله بالمسجد بدون صلاة جماعه وهكذا كبقية شهور مضت





افضل شركة تسليك مجارى بالدمام









افضل شركة كشف تسربات المياه بالدمام








شركة مكافحة حشرات بالدمام












افضل شركة تنظيف كنب بالدمام




أفضل شركة تنظيف مجالس بالدمام