د.هيا عبد العزيز المنيع

مع متابعة مطالب معلمات محو الأمية بالتثبيت، شعرت بقسوة ظلم ذوي القربى ومرارته...!! نعم تلك الأخوات بعد أن قمن بدورهن في تعليم أمهاتنا وإخراجهن من ظلمات النور، نبخل عليهن بالتثبيت وبالتالي الحفاظ على حقوقهن المادية والأدبية...؟؟

الاستغراب ليس في التردد في تثبيتهن، بل في عدم الاعتراف بهن من الأساس...!! أيضا يقفز سؤال من جانب آخر، لماذا فقط معلمات محو الأمية لم يتم تثبيتهن، وليس معلمي محو الأمية؛ أي إخواننا الرجال .....؟ لست هنا أطالب بعدم تثبيت الرجال بل هذا أبسط حقوقهم، ولكن سؤال للاستيضاح، فهل مثلا تم تعيين تلك المعلمات من باب الفزعة، أم أن تعليم الكبيرات لايستحق الاهتمام وبالتالي عدم توظيف معلماته في إطار نظامي ومثبت فيه الحقوق والواجبات...؟؟

تلك المعلمات قمن بدور وطني كبير في تعليم شريحة مهمة من المجتمع، وهن كبيرات السن ممن فاتهن قطار التعليم أو الأخوات اللاتي لم يكن مقتنعات بأهمية التعليم في سنوات مضت والمحصلة في كلا الأمرين أنهن قدمن للوطن نساء وقضين على أميتهن الأبجدية...كنت أتمنى من الجهات المختصة أن لاتنتظر تلك المعلمات وهن يقفن على باب الوزراء ليطالبن بحقوقهن، بل تقوم بالتصحيح بشكل تلقائي خاصة وأن الوضع من بدايته غير سليم كتنظيم إداري وكحقوق إنسانية...!! موظفات عملن لعدة سنوات وشاركن في التنمية من خلال تعليم شريحة اجتماعية مهمة لايتم تثبيتهن، أمر غير منطقي، وأما حجة قلة ساعات عملهن فهذا ليس خطأهن بل مسؤولية غيرهن.

الموضوع يدعونا مرة أخرى للعودة العملية نحو ضرورة إصلاح واقع عملية التوظيف حتى لايجد المواطن نفسه بعد انقضاء سنوات مهمة من عمره دون مستحقات وظيفية وغير معترف به من المنظور الإداري؛ أي يمكن الاستغناء عنهم أو عنهن في أي لحظة دون أن يكون له أي حماية عبر نظام تقاعدي أو تأمينات اجتماعية والسبب أن حلول التوظيف تأتي بشكل عشوائي وغير منظم ....! مثلا من يصدق أن مجتمعاً مازال يعاني من الأمية وخاصة بين نسائه لا يتم تثبيت معلماته...!! هل الأمر منطقي...؟؟بالطبع لا بل إنه يثير الكثير من علامات الاستفهام ويجعلنا مرة أخرى نطالب بفتح ملفات التوظيف تلك حتى لا نجد أنفسنا بين فترة وأخرى أمام مجموعات من المواطنين ممن شاركوا في عمليات التنمية لايعرفون ماهي حقوقهم ومالهم وماعليهم...... !

عموما نتوقع من وزارة الخدمة المدنية وهي التي أوقفت أو جمدت قرار عدم التثبيت بنية مراجعته وإصلاح ألخطأ، لعل الأمر ينتهي بإعطاء تلك المعلمات حقوقهن في التثبيت ومن ثم ضمان حقوقهن في مستحقات التقاعد ليس لأن بعضهن يعانين من ظروف خاصة أو لأنهن مسؤولات عن أسر أو أيتام أو معاقين ..أو خلافه من الظروف، بل لأن ذلك أبسط حقوقهن كمواطنات شاركن في تنفيذ برامج حيوية ومهمة مثل تعليم الكبيرات والقضاء على أمية نصف المجتمع، وهذا يمثل دعماً شاملاً لبرامج التنمية عموما .....

نعم فأي مجتمع تنعدم فيه الأمية عموما وأمية النساء على وجه الخصوص من المتوقع أن يتحرك دائما للأمام بكل طاقته البشرية لنضمن خطوات سير متمكنة وليست عرجاء.
نكرر لكن خواتي ادعموا اي موضوع يتناول قضيتنا بالرود ومن لديها معرف فلتقيم الردود بالاخظر :more53:
http://www.alriyadh.com/2011/04/09/article621761.html