لو استثنينا المحتاجين للوظيفة بشكل حقيقي وواقعي وهم بالطبع كثر فلا جدال ففي استمرارهم الوظيفي لأن الوظيفة هي المصدر الوحيد لرزقه, ولكن هناك فئة عجيبة غريبة وهم أيضا كثر تتشبث بالوظيفة تشبث الطفل بالمقبض في لعبة مرعبة وهم في حقيقة الأمر بغنى عنها. وعلى الرغم من أن بعضهم يمتلك ثروة أو لديه دخلا , ومصدرا آخر, أو انه وصل من العمر عتيا ّ تجده مذلولا للوظيفة وبعضهم يبرر بأنه لا يقدر على الجلسة في البيت وبالنسبة للنساء الموظفات فحدث ولا حرج. اسمحوا أن أكون انتقائيه في بعض الأمثلة فقد عرفت موظفا راتبه 4500 تقريبا وهو على المرتبة الرابعة ومكث طويلا في وظيفته ويقول إن راتبه ينزل لحسابه ولا يأخذ منه ريالا فوالده الثري يمدهم بالتموين المطلوب له ولبيته ولأولاده وهو يعمل لدى والده ويستثمر معه ويأخذ سعيا وعمولات على أمور كثيرة ومع ذلك ملتصق بمكتبه المتهالك في عمله ويعيش تحت وطأة الدوام والحسم والغياب والاختلاف. مديرة مدرسة أولادها وزوجها بخير عميم لا ينقصها شيء ورصيدها يكفيها ومع ذلك تجدها تستمتع بالتنكيد على المعلمات وتنتعش بوجودها على الكرسي الدوار ولن تترك عملها حتى لو استخدمت كرسيا متحركا. وآخر يقول إن ما يحصل عليه الآن هو 300 مائة ريال فقط فهو يعمل حسابيا بهذا المبلغ ولو تقاعد لنزل راتبه كما هو وبنقص تلك الثلاثمائة.
وآخر لديه تجارة نشطة وهو دوما يردد أن راتبه لا يسدد حتى فاتورة جواله ومع ذلك تجد الحسومات والتفريط أكثر من الحضور, والالتزام وهناك أمثلة كثيرة يراها الكثير في أعمالهم. ومن حق أي موظف أن يحتفظ بوظيفته حتى لو كان يملك واديا من ذهب فهي مكتسبة لها إلى حد التقاعد النظامي. لكن ما أريد قوله إن تحريك النوايا الحسنة تجاه الخير للغير ومحبة لهم ما نحب لأنفسنا يجعلنا نتفهم أن التقاعد المبكر هو فرصة لآخر يريد الوظيفة (واعلم أن أكثر ما تكرهه مؤسسة التقاعد هو التقاعد المبكر) .
إن القضية ليست قضية وجود شخص على وظيفة وهو لا يستحقها, أو لا يحتاجها, أو لا تفيده ماليا لوجود مصادر أخرى له. المشكلة أن أداء هؤلاء النوعيات من الموظفين الذين هم بالحقيقة مستغنون عن الوظيفة والراتب. أداؤهم في أعمالهم أداء متواضع وفيه كثير من عدم الإتقان والجدية ولا ينفعون في الواقع مجال عملهم فهم قد استهلكوا طاقاتهم, أو اشغلوا أنفسهم بأعمالهم خارج محيط العمل بل تجد أن انجاز كثير من أعمالهم الخاصة على حساب وظيفتهم.
وتجد أن نسبة كثيرة ممن يحسم عليهم هم من الموظفين المستغنين عن الوظيفة الملتصقين بها.
لن أتحدث عن الإهمال واللامبالاة أو التقصير فهو موضوع آخر. لكن الأهم هو وجود مثل هؤلاء على وظائف هم في داخلهم يحتقرونها أو يعبثون بها. وهم يتشبثون بها لا لشيء وإنما هو الجشع , والطمع , والرغبة في زيادة لا تذكر, جعلوا دنياهم هي المادة فوضعوها في قلوبهم.
ختام القول : واقع وظيفي مؤلم أن نجد مثل هؤلاء وهم يحتكرون, ويشغلون أماكن ووظائف هناك من هم أولى بها في الواقع بل إن البعض يتمنى ويلهث خلف التمديد وان يموت على سطح مكتبه. هؤلاء لا يحسّون أن هناك محتاجا لها , ولا يشعرون أن هناك من ينتظر فرصته, ولا يدركون حقيقتهم البائسة, ولا يفهمون أن التقاعد المبكر و إتاحة الفرصة للغير قد يكون مطلبا أدبيا, أو منهجا لاحتساب الأجر والمثوبة.

فا جميع الوزراء بدون استثنا ء كبار في السن جدا جدا .. ابي افهم يعنى هئولا الشباب الي دمهم حار وتتجدد الخالي في المخ لديهم بستمرا مايقدرون يديرون وزارة ... ماظن ذلك لان التفكير والابداع والقتراحات ياتي من مخ تتجدد فية الخاليا باستمراار ..............