[frame="9 80"]
دراسة سعودية جديدة تظهر إمكانية الكشف عن أسباب مرض التوحد سبحان الله


أظهرت دراسة سعودية حديثة نتجت عن دمج رسالتي ماجستير لباحثتين في كلية العلوم وكلية الطب، إمكانية الكشف عن بعض الغموض حول الأسباب المؤدية لمرض التوحد، مما قد يساعد على اقتراح بروتوكول علاجي يخفف من حدة المرض.

وأوضحت الدكتورة ليلى يوسف العياضي المشرفة على مشاريع أبحاث
التوحد في جامعة الملك سعود أن الدراسة اهتمت بقياس بعض المؤشرات الكيميائية الحيوية المتعلقة بالإجهاد التأكسدي وحالة مضادات الأكسدة الأنزيمية وغير الأنزيمية، وكذلك قياس شحنة الطاقة، إضافة إلى عدد من الأنزيمات المتعلقة بأيض الطاقة لـ 30 طفلا توحديا ومقارنتها بـ 30 طفلا أصحاء من الجنس نفسه وفي العمر نفسه تقريبا.

وأكدت العياضي أن ما تم التوصل إليه من خلال هذه الدراسة قد يساعد على اقتراح بروتوكول علاجي يخفف من حدة مرض
التوحد ويبشر بإمكانية الكشف المبكر على المرض باستخدام أحد المؤشرات البيوكيميائية، وهو ما سيسهم في التدخل المبكر لمنع أو الحد من تأثير الخلل في المؤشرات التي قد تتسبب في ظهور أعراض المرض.

وجاءت هذه الدراسة نظرا لارتفاع نسبة الإصابة بمرض
التوحد على مستوى العالم بشكل مثير للدهشة قام قسم الكيمياء الحيوية في كلية العلوم، بالتعاون مع قسم علم وظائف الأعضاء في كلية الطب في جامعة الملك سعود بدراسة من خلال رسالتين للماجستير لكل من الطالبتين ياسمين عبد الغنى الجدعاني وعلا علي آل مسلم وبإشراف من الأستاذة الدكتورة عفاف كمال الدين الأنصاري والأستاذ الدكتور عمر بن سالم العطاس وبالتعاون مع الدكتورة ليلى يوسف العياضى الأستاذ المشارك بقسم وظائف الأعضاء – كلية الطب في جامعة الملك سعود، وتمت الدراسة على 30 طفلا من المصابين بمرض التوحد بعد أخذ موافقة خطية من ذويهم وذلك بتمويل من عمادة البحث العلمي ومركز البحوث التابع لأقسام العلوم والدراسات الطبية في الملز التابعين لجامعة الملك سعود وتم تمويلها من عمادة البحث العلمي ومركز البحوث التابع لأقسام العلوم والدراسات الطبية في الملز التابعين لجامعة الملك سعود.

وأبانت نتائج الدراسة أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون زيادة ملحوظة في الإجهاد التأكسدي وخللا في أيض الطاقة حيث وجد ارتفاع في مستوى فوق أكسيد الدهون في بلازما الدم رافقه انخفاض ذو دلالة إحصائية واضحة في كل من فيتامين (هـ) والجلوتاثيون كمركبين مهمين لتخفيف حدة الإجهاد التأكسدي وما يسببه من تأثيرات سلبية على البروتينات والأحماض النووية وجدار الخلايا في الأنسجة المختلفة ومن أهمها جدار الخلايا العصبية في المخ، منوهة بأن ذلك تأكد نتيجة الخلل الموجود في الأنزيمات المضادة للأكسدة بشكل يفسر علميا بأن هؤلاء الأطفال يعانون زيادة في مستوى فوق أكسيد الهيدروجين كأحد أهم الشوارد الحرة المسببة لكثير من الأمراض وخاصة أمراض الجهاز العصبي.

كما أظهرت الدراسة أن النتائج الخاصة بأيض الطاقة تؤكد أن الإجهاد التأكسدي قد يكون سببه خلل في عمل الميتوكوندريا ونقص في مادة الأدينوزين تراي فوسفات المهمة لعمل الخلايا العصبية حيث أظهرت هذه النتائج خللا ملحوظا في بعض الأنزيمات المرتبطة بأيض الطاقة وكذلك ارتفاع حامض اللاكتيك مما يؤكد أن مرضى
التوحد يعانون خللا ملحوظا في أيض الطاقة يؤدي إلى خلل في وظائف المخ يفسر بعض أعراض المرض. يذكر أن الأبحاث مازالت مستمرة في وحدة أبحاث التوحد التابعة لكلية الطب في جامعة الملك سعود للكشف عما هو جديد في الناحية الطبية للتوحد.

[/frame]