حذّرنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، تحذيرًا شديدًا من سفك الدماء، تشتدّ الحاجة إلى تأمّلها في هذه الأيام التي انتشر فيها الاستخفاف بحرمة الدماء وإباحة دم المسلم بهدف تحقيق مصالح شخصية مستخدمين في ذلك التضليل والتزييف.
ونتناول هذه الأحاديث الشريفة الصحيحة كما وردت في كتابي "فتح البارئ لشرح صحيح البخاري" و"صحيح مسلم".
حديث عن الوطن.....
1- عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض".
2- عن أبي هريرة أيضًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل".
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاء".
ويشير هذا الحديث إلى تَغْلِيظُ أَمْر الدِّمَاء، وَأَنَّهَا أَوَّل مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْن النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، وَهَذَا لِعِظَمِ أَمْرهَا وَكَثِير خَطَرهَا.
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حِله".
5- قال عليه الصلاة والسلام: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا".
كما برأ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه من القاتل الغادر الذي يأمن الرجل فيقوم بقتله.
6- عن ابن ماجه وابن حبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيّما رجل أمن رجلا على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافرًا".
7- عن حماد بن نعيم كما ورد في كتاب الفتن من صحيح البخاري ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آلا أُنبئكم بدواء الفتنة، إن الله لا يحل فيها شيئا حرمه قبل ذلك، فما بال أحدكم يستأذن بباب أخيه ثم يأتيه الغد فيقتله".
8- كما أبغض النبي صلى الله عليه وسلم سافك الدماء في حديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبغض الناس إلى الله ثلاث : مُلْحِدٌ في الحَرَم، ومُبتغٍ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرىء بغير حق ليهريق دمه".
9- قال صلى الله عليه وسلم: "من استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفه منْ دم أهراقه فليفعل".
10- عن عظم القتل وكبر جرمه قال النبي في ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكبر الكبائر: الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور"، وقال عليه السلام: "من لقي الله لا يشرك به شيئاً لم يتند بدم حرام دخل الجنة".
11- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يدري القاتلُ في أيِّ شيءٍ قَتَلَ، ولا يدري المقتولُ على أيِّ شيءٍ قُتِلَ"، وقال أيضا: "يؤتى بالقاتل والمقتول يوم القيامة فيقول : أي رب سل هذا فيم قتلني ؟ فيقول: أي رب أمرني هذا . فيؤخذ بأيديهما جميعا فيقذفان في النار".
12- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زوال الدنيا جميعا أهون على الله من دم يسفك بغير حق".
13- عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأله سائل فقال: يا أبا العباس هل للقاتل من توبة؟ فقال ابن عباس: كالمعجب من شأنه ماذا تقول؟ فأعاد عليه مسألته فقال: ماذا تقول؟ مرتين أو ثلاثا قال ابن عباس: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين: هذا قتلني فيقول الله عز وجل للقاتل: تعست ويذهب به إلى النار".
14- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول من أخذل اليوم مسلما ألبسته التاج، قال فيجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته، فيقول يوشك أن يتزوج، ويجيء لهذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه، فيقول يوشك أن يبرهما، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول أنت أنت، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول أنت أنت ويلبسه التاج"، وهذا يبين مدى كبيرة جريمة القتل عند الله تعالى وعند رسوله الذي حذرنا منها.
15- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج عنق من النار يتكلم يقول وُكِّلت اليوم بثلاثة؛ بكل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير حق، فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم".