الموت و الحياة كلاهما هم ابتلاءات للإنسان و ذلك ليحسن الإنسان عمله و يستعد للقاء ربه ، فالحقيقة الكونية المؤكدة أننا جميعاً فانون و أن و كل شيء فى الكون هالك ، و تتجلى رحمة الله تعالى فى أن جعل عمل الإنسان بعد موته ينقطع سوى من عدة أشياء و من الأشياء التي لا ينقطع بها عمل الإنسان هى ال دعاء للميت .


يموت الإنسان و يظل محبيه و الأوفياء له يدعون له من بعد موته و يصل له أجر و ثواب ذلك الدعاء باستمرار .


أجمل دعاء للميت :
عن أبي عمرو، وقيل: أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو ليلى، عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال :
” كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : “استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإن الآن يسأل” رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ.


وعن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال : “إذا دفنتموني فأقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها
حتى أستأنس بكم و أعلم ماذا أراجع به رسل ربي “. رَوَاهُ مُسلِمٌ و قد سبق بطوله (انظر الحديث رقم 709).


(دعاء قصير للميت)




تشييع الميت :
الخروج مع الجنازة و الصلاة عليها ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : “من تبع جنازة مسلم إيماناً و احتساباً
و كان معها حتى يصلي عليها ، و يفرغ من دفنها فإنه يرجع بقيراطين ، كل قيراط مثل جبل أحد».


مشروعية دعاء للميت :
ال دعاء للميت بعد دفنه والاستغفار له وسؤال الله أن يرزقه التثبيت أمر مشروع، كما يدل له الحديث الذي أخرجه
أبو داود عن عثمان رضي الله عنه قال : “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :
استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل “.
و ذكر ابن القيم أنه كان من هديه القيام على القبر هو وأصحابه و يسأل الله التثبيت للميت
و يأمرهم أن يسألوا له التثبيت.


ذكر شيخ الإسلام أن الله تعالى نهى النبي صلى الله عليه و سلم على الصلاة على المنافقين
و القيام على قبورهم فقال :
“وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ “{التوبة:84} و ذكر أن مفهوم ذلك يفيد
مشروعية الصلاة على الميت قبل الدفن و القيام على قبره بعد الدفن.


و أما الدعاء للميت بالمغفرة ولأهله بالصبر و المثوبة قبل الدفن فقد نص عليه بعض أهل العلم ، و ذكروا أنه سنة
و منهم الشربيني في مغني المحتاج و الغمراوي في السراج الوهاج و النووي في المجموع ، و لكن
فعله جماعياً لم يثبت عن السلف ، و الأولى الاقتصار على المأثور من الهدي النبوي.


الدعاء للميت :
اللهمّ عامله بما أنت أهله ، ولا تعامله بما هو أهله.
اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً ، و عن الإساءة عفواً و غفراناً.
اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته ، و إن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته.
اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب ، ولا سابقة عذاب .
اللهمّ اّنسه في وحدته ، و في وحشته ، و في غربته .
اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً ، و أنت خير المنزلين.
اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين ، و الشّهداء ، و الصّالحين ، و حسن أولئك رفيقاً.
اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة ، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار.
اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره ، و افرش قبره من فراش الجنّة.
اللهمّ أعذه من عذاب القبر ، و جفاف ِالأرض عن جنبيها.
اللهمّ املأ قبره بالرّضا ، و النّور ، و الفسحة ، و السّرور .
اللهم إنّ فلاناً بن فلان في ذمّتك ، و حبل جوارك ، فقِه من فتنة القبر ، و عذاب النّار ،
و أنت أهل الوفاء و الحقّ .
فاغفر له ، و ارحمهُ، إنّك أنت الغفور الرّحيم.
اللهم عبدك و ابن عبدك وابن أمتك ، احتاج إلى رحمتك ، و أنت غنيّ عن عذابه ،
إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، و إن كان مُسيئاً فتجاوز عنه.
اللهمّ آته برحمتك و رضاك ، و قهِ فتنة القبر و عذابه ، و آته برحمتك
الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين.
اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه ، و ثقّل بالحسنات ميزانه ، و ثبّت على الصّراط أقدامه ،
و أسكنه في أعلى الجنّات ، بجوار حبيبك و مصطفاك صلّى الله عليه وسلّم.
اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً ، و عند قيام الأشهاد آمناً ، و بجود رضوانك واثقاً ،
و إلى أعلى درجاتك سابقاً.