محمد الرطيان

ما بال أي لقاء مباشر يجمع مواطنا مع مسئول إلا ويأتي هذا المسئول بطامة «مطمة} ؟! .. هل السبب يكمن في المسئول الذي يرى أن كل ما يقوله صواب .. وأن المواطن «فيه قلة فهم} ولا يستوعب ما يُقال ؟!
أم أن السبب لأن المسئول اعتاد على أن يتحدث للمواطنين ولم يعتد على سماع المواطنين ؟ .. لذلك فإن أي تماس مباشر بين هذا المواطن وهذا المسئول سيأتي بمانشيت صحفي وخبطة إعلامية وتماس كهربائي !
( الوزير ) : موظف في الدولة ، و ( الوزارة ) : وظيفة لخدمة مواطني هذه الدولة .. فلماذا يُصاب بالقرف والامتعاض وضيق الخلق عندما يحاصره مجموعة من المواطنين ليناقشوه في حقوقهم ؟
(الوزير ) : موظف يحظى بامتيازات هائلة ، وحصانة ، ورفاهية .. وأشياء أخرى نعرفها .. ولا نعرفها .. كل هذا لكي ( يخدم ) المواطن .
( الوزير : أجير لدى المواطن ) .. هذه العبارة ليست لي .. هي إحدى أجمل التصريحات التي أطلقها قبل فترةٍ سمو النائب الثاني .
المواطن الآن يعي ما له وما عليه ، ومثلما يعرف واجباته هو يعرف حقوقه أيضا ً .. والشباب – الذين لم يحظوا بلقاء وزير الخدمة المدنية في مكتبه وقابلوه في أحد الممرات – كانوا يتحاورون مع الوزير بأدب ويطالبونه بأن يكون معهم لا عليهم ( كما يجب على أي موظف في الدولة مهما كانت درجة وظيفته ) لم يحتملهم ، وذهب دون أن يُنهي الحوار معهم ، وقال عبارته العظيمة التي سارت بها الركبان ( لا تجمعون مثل الحريم ) !!
لست وحدك يا معالي الوزير الذي جعلنا تصريحك هذا نؤمن أكثر أن ( السكوت من ذهب ) .. فكثيرون قبلك قالوا تصريحات خرافية ما تزال ذاكرة الشعب السعودي تحفظها ، ولكن تصريحك هذا وردة فعلك معهم فيها عدة أخطاء :
الأول : قولك لهم « يصير خير « . كل العالم لديه خطط وبرامج واضحة ، ونحن لدينا « يصير خير « !.. أين تصرف هذه ، وكيف تتم متابعتها ؟.. لا أعرف !
ثانيا ً : ما ضر معاليك لو أخذت منهم الورقة التي تحتوي على مطالبهم – ولو على سبيل تطييب الخواطر – بدلا ً من قولك « قطعوها « ؟!
ثالثا ً : وصفتهم بـ « النساء « لأنهم يطالبون بحقوقهم منك كممثل للدولة وضع لخدمتهم .. فهل كنت تهين « الحقوق « أم تهين « الرجال « أم تهين « النساء « ؟
وجب عليك يا معالي الوزير أن تعتذر للشباب ..
وقبلها عليك أن تعتذر للنساء .. لأن النساء – ألطف وأجمل مخلوقات الله – لسن شتيمة .
رد معاليك في هذا المكان, خطأ عظيم
فأفكارك هذه تنتمي إلى زمن ، وهؤلاء الشباب ينتمون إلى زمن مختلف ..
افكارك هذه تنتمي إلى حقبة ( ارفعوا طلب / يصير خير ) وهؤلاء ينتمون إلى حقبة الفيسبوك ..
هل تعرف ما هو الفيسبوك يا معالي الوزير ؟!