بالمقولة الشهيرة: "الشيطان يكمن في التفاصيل"، يجزم الكاتب الصحفي علي سعد الموسى في صحيفة "الوطن" أن المسؤولين الذين يعطِّلون الأوامر الملكية لتفاصيل صغيرة، كفارق ساعات أو يوم، هؤلاء المسؤولون إنما ينوبون عن مهمة الشياطين؛ للوقوف في وجه مصالح الناس، فيما بعضهم سكتت شياطينه عن مشروعات تعطَّلت سنوات، وضاعت فيها مليارات، ففي مقاله: "شياطين بعض المسؤولين"، يرصد الكاتب موقفين حالت فيها شياطين المسؤولين دون مصالح الناس، ويقول: "في الأولى: جاء يشكو إليّ أن مسؤوله المباشر في إدارته ورأس هرم صلاحياتها يرفض أن يُضيف اسمه إلى قائمة المثبّتين على الوظيفة من البند؛ إنفاذاً للأمر الملكي. والحجة أن هذا الشابّ التحق بالوظيفة على البند يوم – السبت – فيما الأمر الملكي كان عند الثانية ظهراً من يوم الجمعة"، ويعلِّق الكاتب بقوله: "المفارقة أن إمامنا – ووالدنا – أكرم من فوارق التوقيت التافهة، وفي هذه الفوارق تكمن – مداخل الشياطين – ولو رفع هذا المسؤول أوراق الشابّ إلى مسؤول اسمه – عبدالله بن عبدالعزيز – لما ضاق ربّ الأسرة وكبيرها بآلاف من أبنائه يتحايلون اليوم على تفاصيل الشياطين. أقسم بالله، إنه أكرم بأبنائه حتى من قراراته، وإن الله أكرم منا جميعاً، ولهم أن يختاروا بين كرم الله وتفاصيل الشياطين لدى بعض المسؤولين التنفيذيين"، ويمضي الكاتب راصداً "في الثانية: جاء يشكو بضعة أشهر من سنّ استحقاق مخصّصات الضمان الاجتماعي. ومثل هؤلاء المسؤولين الذين يلتفتون لفوارق يوم في وظيفة أو ثلاثة أشهر من ضمان أو حتى سُويعات قليلة من استحقاق خارج دوام، إنما يقفون مثل أعجاز النخيل الخاوية في بطن نهر جارف من المكارم. هذا وطن كلما أعطى لأبنائه، زاده الله من فضله وخيره، واسألوا أسعار النفط وفوارقها منذ – الجمعة – الملكية المباركة وحتى اللحظة"، ويعلِّق الكاتب بقوله: "هؤلاء المسؤولون الذين يسألون عن تكاليف الساعة وفوارق اليوم أو الشهر، إنما ينوبون عن مهمة الشيطان في التفاصيل. يطربون لوفوارق الساعة والشهر، وهم الذين لم يحرِّكوا ساكناً لمشاريع تأخَّرت بالسنين، ولملايين ضاعت في زحام هذه الطفرة. وأظن – نصف جازم – أن شياطين بعض هؤلاء المسؤولين قد شاخت وهرمت وتقادم بها العمر، فصارت عاجزة عن ملاحقة الأكبر الأهم. صارت هذه الشياطين حبيسة المكاتب والأوراق، وتفرَّغت لهذه التفاصيل".