عيادة المريض
عيادة المريض تعني زيارة المرء لأخيه الذي أصابته علة أو ضعف وتفقدِّه،[١] وهي من آداب الإسلام التي حثَّ عليها الشرع؛ لما فيها من مواساة للمريض، كما أنّها سبب لتخفيف الآلام والأحزان،[٢] وقد اختلف الفقهاء في حكم زيارة المريض فذهب بعضهم إلى وجوب زيارة المريض وذهب آخرون وهو القول الراجح إلى أنَّها سنة مؤكدة،[٣] وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَطْعِمُوا الجائِعَ، وعُودُوا المَرِيضَ، وفُكُّوا العانِيَ"،[٤] وقد رتَّب الشرع على هذا العمل فضلًا وثوابًا عظيمًا، ومن ذلك: صلاة الملائكة على الزائر، ونزول الرحمة والمغفرة عليه، كما أنَّه يكون في معية الله ويشعره بنعمة الله عليه،[٢] ولأهمية ذلك سيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن آداب عيادة المريض وسيتم ذكر ما يدعو الزائر من دعاءٍ للمريض.


آداب عيادة المريض
من أفضل القربات والطاعات هو الزيارة للأهل والأصدقاء والأقارب؛ لما في ذلك من توثيقًا للمحبة وتآلفًا للقلوب، وقد جعل الله -عزَّ وجلَّ- للزيارة آدابًا لا بدَّ للمسلم من مراعاتها،[٥] وخاصة عند زيارة المريض[١] ومن ذلك:


اختيار الوقت المناسب، فلا يزوره في وقتٍ يشقُّ عليه وعلى أهل بيته أو يسبب له حرجًا.[٢]
تذكير المريض بأجر الصبر وجزاء الصابرين،[٢] حيث قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.[٦]
عدم إطالة الزيارة، فالإطالة عليه ليس من هدي الإسلام.[٢]
تقليل السؤال، فعليه أن يراعي صحته ولا يُثقل عليه بكثرة الأسئلة.[٢]
إظهار الاهتمام بالمريض.[٧]
الدعاء للميرض،[٢] وقد ورد في السنة أكثر من دعاءٍ للمريض.[٨]
ادعيه للمريض
إنَّ خير ما يُطلب به الشفاء هو القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ}،[٩] لكنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خصَّ سورة الفاتحة وكذلك المعوذتين؛ لأنَّهنَّ بإرادة الله أرجى في حصول الشفاء، وكذلك أرشد النبيُّ الحكيم لطلب الشفاء إلى بعض الأدعية،[٨] وفيما يأتي بيان بعضها:


ما ورد عن السيدة عائشة أنَّ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يعود بعض أهله ويمسح بيده اليمنى ويقول: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا".[١٠]
ما رُوِي عن عبد الله بن عباس أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "من عاد مريضًا لم يحضُرْ أجلُه فقال عنده سبعَ مرَّاتٍ: أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيَك إلَّا عافاه اللهُ من ذلك المرضِ".[١١]
ما ورد عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنَّه شكا إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ."[١٢]