كم سمعنا وقرأنا عن معنى الحياة

وما اوقفني هو تصنيف علماء الأحياة للكائنات الحية وضعوا شروط معينة حتى نطلق على كائن ما حي او غير حي منها الاحساس والنمو والتكاثر والحركة و التنفس والتغذية الأخراج كل هذه علامات تدلك على أن هنا ثمة كائن حي او لا مهما اختلف جنسه ونوعه وطائفته ومملكته من حيوان ونبات وانسان
لكن هل الجمادات حية ؟
الحديد مادة صلبة جامدة كذلك الجبل والصخرة والمنازل والسيارات وكل ما لا يحس او يتحرك أو يتكاثر أو يتغذى أو يتنفس او يظهر عليه أي علامة من علامات الحياة المتعارف عليها
اشياء كثيرة استوقفتني عند تلك الجمادات هل هي حقا لاحياة فيها ؟
هل الجمود وعدم الحركة او التنفس أو الأحساس أو غيره من مظاهر الحياة يعني الموت ؟
عرفنا الحياة ؟ فما هو الموت حتى يمكننا أن نحكم على الجمادات أنها كائنات حية أو كائنات ميتة أو ربما اخترعنا لها مملكة خاصة بها ؟
الموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له والانتقال من دار إلى دار، وبه تطوى صحف الأعمال، وتنقطع التوبة والإمهال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر} [الترمذي وابن ماجة].
إذا الروح شيء حسي غير ملموس وتلك المظاهر للحياة إنما ظهرت لأن الروح تسكن الجسد والجسد يحتاج لكل تلك المعالم للحياة وتختلف احتياجات الأجساد من كائن لأخر بختلاف تطور تلك الكائنات
لكن هل ممكن أن يسكن ذلك الشيء الحسي ( الروح ) في مكان غير أجسام الكائنات الحية ..؟
كالجمادات مثلا ..!!
استوقفني كثيرا هذا المعنى فكلما مررت على جبل تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبا جبل أحد " اثبت احد فإن عليك نبي وصديق وشهيدان "
وقول الله عز وجل " فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاء "
وذلك الجذع المقطوع من الشجرة المتجمد عندما أن حنينا للرسول صلى الله عليه وسلم باكيا لفراقه عليه الصلاة والسلام
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس ويكلم الرجل نعله وعذبة سوطه ويخبره فخذه بحديث أهله بعده .
و أيضاً ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن شرك النعال يسبح وأن الصخرة سوف تنطق وتتكلم في أخر الزمن وأن كل شيء يسبح بحمد الله ولكن لا تفهقون تسبيحهم

وغيرها الكثير مما يوحي للقارئ أو المستمع أن في الجمادات روحا او شي مشابه للروح شيء حسي يظهر عليها بعض علامات الحياة و يجعلها تحس أو تتكلم أو تتحرك مهما أختلفت شكل تلك المعالم

وفي الفيزياء كما يسميها الأغريق أو علم الطبائع عند العرب وهي العلم الذي يدرس كل مايتعلق بالمادة وحركتها
ومن ما تدرسه علم الفيزياء حالات المادة الثلاث ( صلبة ، وسائلة ، وغازية )
ومن خلال معرفتنا البسيطة لهذه الثلاث حالات فنحن نعلم أن هذا التقسيم ياتي بناء على الطاقة الكامنة لترابط جزيئات وذرات المادة وسرعة حركتها
والمادة الصلبة أكثر المواد قوة في ترابطها واقلها حركة في ذراتها
لكن هناك حركة فعند تعريض مادة صلبة لمصدر حرارة عالية فأن الروابط بين الذرات تضعف وتنطلب الطاقة من المادة الصلبة اي ان هناك حركة واحساس في المواد الجامدة

كيف تحس ذرات المواد الجامدة وكيف تستجيب للحرارة ؟

كل ذلك يوحي إلي أن هناك ظلم يقع على الجمادات حين نصفها بأن لا حياة فيها ونساويها بالأموات الذين انتهى وجودهم واختفى من على سطح الارض
الجمادات موجودة وهي حية وأن كانت حياة خاصة بها أو لا تظهر عليها معالم الحياة التي تظهر على مملكة الحيوان والنبات
اعقد أن الحياة في الجمادات حياة خاصة كامنة في داخلها لا تظهر إلا بوقت معين وتحت ظرف معين وفي حالات معينة ولا أشخاص معينين

عذرا لكم