بسم الله الرحمن الرحيم
...قصه التكافل ...
يحكى أنه حدثت مجاعة بقرية... فطلب الوالي من أهل القرية طلبا غريبا، وأخبرهم بأنه سيضع قدرا كبيرا في وسط القرية، وأن على كل رجل وامرأة أن يضع في القدر كوبا من اللبن بشرط أن يضعه من غير أن يشاهده أحد. هرع الناس لتلبية طلب الوالي، كل منهم تخفى بالليل، وسكب ماء في الكوب الذي يخصه. وفي الصباح فتح الوالي القدر، وماذا شاهد؟
شاهد القدر وقد امتلأ بالماء، ولم يجد لبنا! أين اللبن؟!
ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلا من اللبن؟
كل واحد من الرعية.. قال في نفسه: " إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية". وكل منهم اعتمد على غيره..
وكل منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر بها أخوه، وظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماء بدلا من اللبن، والنتيجة التي حدثت..
أن الجوع عم هذه القرية ومات الكثيرون منهم ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات.
هل تصدق أنك تملأ الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج منك أن تملأها باللبن؟
عندما لا تتقن عملك بحجة أنه لن يظهر وسط الأعمال التي سيقوم بها غيرك فأنت تملأ الأكواب بالماء..
عندما تحرم فقراء المسلمين من مالك ظنا منك أن غيرك سيتكفل بهم. فأنت تملأ الأكواب بالماء..
عندما تترك ذكر الله والاستغفار وقيام الليل. فأنت تملأ الأكواب بالماء.
عندما تضيع وقتك ولا تستفيد منه بالدراسة والتعلم والدعوة إلى الله تعالى؛ فأنت تملأ الأكواب بالماء.