كم رجل سنضرب لو طبقنا حكم الخليفة الرابع ؟
بقلم : د . جاسم المطوع

احدي الزوجات علمت ان زوجها طلقها بعد سنة من طلاقها ، وأخرى علمت بعد أربع سنين أنها مطلقة ، وثالثة علمت بعد وفاة زوجها انها كانت مطلقة ، وقصص كثيرة نسمعها ونعيشها كل يوم في عدم علم الزوجة بطلاقها .
أنها حقا مأساة أن تتغير الصفة الاجتماعية لإنسان دون أن يعلم ! نحن نعلم أنه من غير المقبول شرعاً أن تتزوج فتاة دون أن تعلم ، فكيف يكون مقبولاً أن تطلق دون أن تعلم !ثم لماذا نشترط علم الزوجة في الزواج ولا نشترطه في الطلاق ؟ أليس هذا تناقض !!
أننا نرى علم الزوجة ضروري بوقوع الطلاق لأنه يترتب علي هذا القرار أحكام شرعية كثيرة منها (دخولها في العدة وامتناعها عن التزين والخروج من المنزل إلا لضرورة ، ولا يحل للزوج معاشرتها إلا بالرجعة ، وفي حالة انتهاء العدة فإنها تصبح حرة طليقة ، وكذلك يترتب على الزوج دفع المهر المؤجل لها ، وعليه نفقة العدة والمتعة .
كل هذه الأحكام الشرعية كيف ستنفذها الزوجة أو تُطالب بحقوقها وهي لا تعلم أنها أصبحت مُطلّقة ؟ !
ثم نحن نتساءل أليس من حق المرأة أن تتزوج من جديد ؟ فكيف تمارس حقها وهي لا تعلم بطلاقها وتظن أن الزوجية مازالت قائمة ؟!
قلت في نفسي لأبحث بالموضوع هل وقع مثل هذه القصص في زمن الصحابة الكرام فوجدت رواية حصلت في زمن الخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، فقد طلق زوجٌ زوجته ولم يُخبرها ، لا هو ولا الشاهدان ؟!يقول ابن جريج (أحد التابعين): أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير( أحد التابعين) : أنَّ علياً ضرب زوجَها والشاهدين في أنْ كتموها (أي: لم يبلغوها)، إما قال : الطلاق ، وإما قال : الرجعة.
ونحن لو أردنا أن نطبق حكم سيدنا علي رضي الله عنه فكم رجل سنضرب اليوم ؟
لقد قال الله تعالى (فطلقوهن لعدتهن) فكيف نطبق هذه الآية وكيف نطلق لعدتها ؟
وكيف تحصي العدة في حالة عدم علم الزوجة بالطلاق ؟
ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يطلق زوجته سودة بن زمعة قال لها (أعتدي) أي أخبرها قبل أن يتلفظ بالطلاق ، ألا يكون رسولنا الكريم قدوة لنا في الزواج والطلاق ؟!