قد يدمي قلبك الألم والحزن وليس مشرط الجراح وذلك عندما يطعنك بالجحود والنكران

والتجاهل والتهميش من ابنائك ..

مشرط الجراح يجرجك وبعد الجرح يعيد الجراح اغلاق الجرح وترميمه ..

لكن جرح الولد لأبيه او أمه بالعبارات النابيه والاتهامات الباطلة ونسيانه لكل معروف

قداماه له في صغره وحتى اخر لحظة في عمره او اعمارهم ..

لن يستطيع اطباء العالم أن يعيدوا له الحياة..

اي قلب يحمله ذلك الأبن ؟؟

واي أحساس يترجمه ذلك الفعل؟؟

واي اعذار تغفر له تلك القسوة ؟؟

جروح الابناء لابائهم وامهاتهم جروح غائرة لايصل اليها مشارط الجراحين ولا ضمادات

الاطباء جروح تظل تنزف كل يوم وكل عام !!

سيدنا يعقوب عليه السلام ابيضت عيناه من الحزن على فقد أبنه يوسف !!

ولاعجب أن تبيض عين أباً لفقد ولده أنه الحزن الذي تملكه واستشرى في قلبه

وسيطر على حواسه فلم يعد يشعر بطعم الحياة ..

وكان ذلك الفقد اضطراري وليس اختياري ..

فكيف بالأبن الذي يختار الرحيل بأرادته وينسى تلك الايادي التي امتدت له بالأحسان

وتلك القلوب التي تنبض بالعطف والحنان..

متناسياً سهر الليالي من أجله والخوف عليه من أجله والصبر عليه من أجله

والتضحية ونسيان جمال الحياة وبهجتها من أجله وكل لحظات الألم والحزن من أجله

ترى هل تستطيع مشارط الجراحين أن تصل الى الألم وتجتثه ؟؟

(وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا)

أن اليد التي تعطي والقلب الذي يعطف والعين التي تبكي لاتستحق كل هذا

الجفاء وكل هذه القسوة ..

وحتى في لحظات الألم مازلنا نختلق لك الأعذار ونبرر لك تلك التصرفات ونحافظ على

مابقي لك من صورة جميلة في عيون الآخرين حتى لايطالك منهم آذى لتظل صورتك

التي شوهتها بداخلنا جميلة بداخل من عرفك ..