في اليوم الرابع من عيد الفطر الماضي كنت في مجمع تجاري ادركتني صلاة المغرب

فذهبت للصلاة في الدور الثالث في الزاوية الصغيرة التي تقع بين عيادة الأسنان و مكتب سفريات .
كنت في الصف الثالث، كانت قراءة القرآن تتلى بصوت جميل وبأداء سليم رغم ان الذي يصلي بنا ليس عربياً والعجمة ظاهرة على لسانه، انتهت الصلاة واذا بالإمام شاب حنطاوي البشرة نحيل الجسد، متوسط القامة، غطت خده لحية خفيفة، جلس بعد الصلاة بهدوء يسترخي من عناء الدنيا بالتسبيح، كان بجواري يصلي طبيب أسنان أستشاري وجمع من الأطباء، ومدير مكتب السفريات وبعض رجال التجارة اقتربت من الذي صلى بنا سلمت عليه وسألته ما وظيفتك؟ فقال زبال وقد بدا ذلك ظاهراً من لباسه الذي يرتديه هو وأصحابه، قلت له أين تعلمت تلاوة القرآن؟ فقال تعلمته وحفظته في مدينة كيرلا بالهند واسترسلت معه في الحديث عن معاشهم… سكنهم… شركتهم… أوضاعهم… كان دكتور الأسنان ينتظرني، قلت له لا تعجب يا دكتور إنسان فقير وغريب هاجر آلاف الأميال من أجل نقودا معدودة، من أجل تأمين الرزق له ولمن يعول، والتبسط مع هؤلاء ومواساتهم عبادة لا تقل عن الصلاة، ولقد أسرني منظر الصلاة ومعانيها الاجتماعية، زبال فقير أعجمي يؤم ويقود مواطنين ودكاترة وأطباء ومسؤولين ليتنا نفهم الصلاة وندرك ثمرتها الاجتماعية والأخلاقية


أسرد هذا المشهد لأعزز قيمة التواضع والمبدأ القرآني



(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)



منظر رائع لاتراه و لن تراه الا في المجتمع المسلم