السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيام الفراغ في حياة كل إنسان هي أيام أفراحه .. ولذلك كانت عرضة للغبن حين يضعف الإنسان عن استثمارها ، ويتواكل عن إعمارها بالطاعات والمشاريع الكبرى ، جاء هذا المعنى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : \" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ \" وذلك أن الإنسان قد يكون فارغاً لكنه مريض فلا يقوى على استثمار هذا الفراغ ، وقد يكون صحيحاً لكنه مشغول فلا يستثمر هذا العمر لظروفه التي تحول دون ذلك .
إنه يجب أن نستقبل أيام هذه الإجازة بالتخطيط لاستثمارها على الوجه الأكمل ، وإلا صارت هذه الأيام شواهد على الإنسان وليست شواهد له .
وحين نخطط لاستثمارها فإنه ينبغي أن نحافظ على قيمة عظمى في ذلك التخطيط وهي مسألة التوازن ، بمعنى أن نخطط فيها على مساحة أدوارنا كلها العقلية منها والجسدية والأسرة والمجتمع ، بمعنى أن نرسم أهدافاً للجانب العقلي :
فنخطط للقراءة ، وحضور الدورات التدريبية ، فنحدد كم كتاباً نقرأه في هذه الإجازة ؟ وكم دورة تدريبية نحضرها ؟
ومثل ذلك الجانب الجسدي كالتخطيط لنوع الرياضة التي يريد الإنسان أن يمارسها ، وكم هو الوقت الذي يريد أن يقضيه فيها ؟ وأين المكان المناسب لمزوالتها ؟
ومثل ذلك الجانب الأسري : أين يريد أن يذهب بأولاده ؟ إلى أي مدينة ؟ كم هو الزمن ؟ ماذا يريد أن يقدم لهم في هذه الرحلة ؟ ما هي البرامج والأنشطة التي سيطبقها على أفراد الأسرة لاستثمار هذه الإجازة ؟
ومثل ذلك الجانب الخيري ماذا يريد أن يقدم لمجتمعه ؟ لأمته ؟ كم برنامجاً يريد أن يشارك فيه ؟ وما هي نوعية المشاركة ؟ ومتى يكون زمن المشاركة ؟
إن التفكير في هذا هو بحد ذاته استثمار لهذه الإجازة ، و هو أول خطوة على الطريق .. فإذا أخذنا ورقة وقلماً وبدأنا نحدد أهدافنا ونكتبها فهي خطوة رائعة ، فإذا استطعنا أن نكتب الملامح العامة والأهداف الكبيرة لهذه الإجازة ، ومن ثم علقناها على جدار البيت ليراها أفراد الأسرة ، أمكن أن نقول أننا نجحنا أولاً في التخطيط لهذه الإجازة ، ونجحنا ثانياً في خلق قيمة التوازن فيها ، ونجحنا ثالثاً في جعل هذه الأهداف مكشوفة وأمكننا متابعة نجاحها ، وسد جوانب الإخفاق فيها
وقد قيل : الذي لا يخطط للنجاح .. فهو يخطط للفشل



أرجوا من أخواني وأخواتي الأعضاء أن يضع كل واحد
أفكاره وبرامج ممكن نستفيد منها في الاجازة