الحمد لله الذي رفع قدر العلم وأهله فقال في محكم التنزيل
" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات "
فأنت أخي المعلم ممن وقع عليهم مسؤولية الأمانة
وحمل الرسالة وإن كانت تئن منها الجبال الشامخات
أسال الله لك الإعانة ... وسوف نحدثك اليوم
عن جانب من جوانب تلك الأمانة وإن كان الكثير لا يعيره الاهتمام
ولا يلقي له بالاً على الرغم من خطورته وأهميتهُ
ألا وهو ( علاقة المعلم بطلابه )
وسوف نجمل لك البيان في نقاط مختصرة وإيماءات سريعة .
1-ابن علاقاتك بطلابك على الود والاحترام والثقة المتبادلة
وكن مهيباً جاداً وتذكر قول الشاعر :
وللجد مني موضع لا أضيعه وللهزل منى والدعابة موضع
2-إياك والضرب ، والسخرية والسبِّ وما شابها
فإنها تقتل كل جميل تنشده في الطالب وتهدم كل ما بينكما من تقدير واحترام .
وتذكر قول المصطفى : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " متفق عليه .
وكذلك قول القائل :
المرء إن كان عاقلاً ورعاً أشغله عن عيوبه ورعه
كما السقيم المريض يشغله عن وجع الناس كلهم وجعه
3-حافظ على كرامة تلميذك وإياك أن تخدشها
حتى لا يؤدي ذلك إلى إذلال نفسيته ، وتحطيم شخصيته .
4-نادِ طلابك بأسمائهم ، وحبذا بألقابهم تأسياً بالهادي البشير
" ناد أخاك بأحب الأسماء إليه " أو كما قال .
-لا تقابل الخطأ بالخطأ والإساءة بالإساءة مقتدياً برسولك الكريم .
وأذكرك بموقف الأعرابي مع النبي عندما أمسك بعنقه
وقال" أعطني من مال الله فالمال ليس مالك ولا مال أبيك
" ومع ذلك تحلم الرسول، ولم يقابل الإساءة بالإساءة وكان ذلك ديدنه
وأنت قدوة تنعقد الآمال عليك في تنشئة الأجيال
وتربية العقول وليكن همك وشاغلك امتلاك قلوب أبنائك الطلاب .
فعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا
وقال الشافعي رحمه الله :
أهين لهم نفسي لأكرمهم بها ولن تكرم النفس التي تهينها
6-تواضع لطلابك يزدك الله رفعه كما قال
" ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه " رواه مسلم .
7-تعامل بحنكة وحكمة مع المشاغبين
وكن حكيماً ... وتذكر قول المصطفى
" إنما الحلم بالتحلم ، وإنما العلم بالتعلم "