لا يمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها البعضفالأشواك التي تحيط بها تكون حصناً منيعاًلها ليس عن أعدائها فقط بل وحتى عن أبناءجلدتها.فإذا أطل الشتاء برياحه المتواصلة
وبرودته القارسة اضطرت القنافذ إلى الإقترابوالإلتصاق ببعضها طلباً للدفء ألمالوخزات وحدة الأشواك.فإذا شعرت بالدفء إبتعدت حتى تشعر بالبرد فتقترب مرة أخرى
وهكذا تقضيليلتها بين اقتراب وابتعاد.فالإقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح والإبتعاد الدائم قد يفقدها حياتها !وكذلك هي حالتنا في علاقاتنا البشرية فلا يخلو
الواحد منا من أشواك تحيط به وبغيرهيتألم منها تارة ويؤلم بها غيره تارة أخرى.فمن إبتغى صديقاً بلا عيب عاش وحيداً ! ومن إبتغى زوجةً بلا نقص عاش أعزباً
!أتطلب صاحباً لا عيب فيه... وأي الناس ليس به عيوب...فإن كنت: حساساً لا تقبل الزلة!ولواماً لا تقيل العثرة!وصائداً للأخطاء لا تغفل!فكن على يقين بأنك : ستصبح وحيداً
في مجتمعك! وغريباً بين أهلك!ولن تصحب إلا نفسك فقط!أخيراً ،، لن تحصل على الدفء ما لم تحتمل وخزاتالشوك ، ولن تحصل على الدفء ما لم تصبرعلى الألم!




--