بمناسبة قرب شهر رمضان

ندعو لكم بالبركة والتوفيق في شهر الغفران

***

شهر رمضان شهر عـظيم وموسم كريم تُضاعـف فيه الحسنات وتَعظُم فيه السيئات،

إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، إنه شهر الصيام والقيام،

شهر الصدقات والبر والإحسان، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر،

شهرٌ جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعاً

من فطر فيه صائماً كان مغفرةً لذنوبه وعتقاً له من النار

وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء.

ويجب على المسلم أن يصون صيامه وقيامه عما حرم الله عليه

من الأقوال والأعمال لأن المقصود من الصيام هو طاعة الله سبحانه

وتعظيم حرماته وجهاد النفس على مخالفة هواها وتعـويدها الصبر عما حرم الله

وليس المقصود مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات،

بل يتأكد على المرء منا أن يقلع عن الذنوب والمعاصي،

فيجب أن تصوم جوارحنا، فيصوم القلب عن الحسد والبغضاء وعن التكبّر

ويصوم اللسان عن الكذب والنميمة والسب واللعان والاستهزاء،

وتصوم العين عن النظر إلى الحرام في الأسواق والقنوات الفضائية وغيرها،

وتصوم الأذن عن سماع كلام الفحش وعن الغـناء.

ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

(الصيام جُنّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه

أحد أو قاتله فليقل إني صائم) متفق عليه.

الواجب على المسلم أن يصوم إيماناً واحتساباً،

لا رياءً ولا سمعة ولا تقليداً للناس أو متابعةً لأهله أو أهل بلده،

بل الواجب عليه أن يكون الحامل له على الصوم هو إيمانه

بأن الله قد فرض عليه ذلك واحتسابه الأجر عند ربه في ذلك،

وهكذا قيام رمضان يجب أن يفعله المسلم

إيماناً واحتساباً لا لسببٍ آخر.