الإجازات فرصة للعمل

الحمد لله الذي علم بالعلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الحبيب القائل :" روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة , فأن القلوب اذا كلت عميت

الإنسان خلقه الله عز وجل لعبادته وحده سبحانه ولعمارة الأرض
قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون "
وقال عز وجل : "إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ

بل جعل عمارة الأرض والعمل من عبادة الله وطاعته والأمور التي يتقرب بها إلى الله قال عز وجل :" الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ "
وقال سبحانه : " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
ويقول: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

والله خلق الإنسان من جسد ونفس وروح فالجسد يحتاج للغذاء والكساء والإواء والروح تحتاج للإيمان والنفس بين هذا وذاك
فلا يستطيع الإنسان أن يعبد الله وهو جائع مثلا
لذا وجب عليه العمل ليكسب قوته أيضا ترويح عن النفس فقد وجد عمر فئة في المسجد يتعبدون ولا يعملون فطردهم رضي الله عنه وزجرهم وقال لهم إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة
كذا كان هديه صلى الله عليه وسلم يعمل ويحث اصحابه على العمل ويمتدح كسب الرجل قوته من عمل يده
بل أن من الصحابة من اشتهر بأعمال كالحدادة والتجارة وصناعة السيوف والبناء والزراعة رضي الله عنهم جميعا
وكسب المال والعمل لا يتعارض ولا يتنافى مع الزهد والعبادة
بل هما خطان متوازيان معا في نفس الاتجاه
وحتى لا يكون الإنسان كالآلة مسخر للعمل فحسب فقد شرع الله لعباده اوقاتا يروحون فيها عن انفسهم من عناء العمل
وليس القصد من الإجازة أو العطلة كما يسميها البعض هو تعطيل شرائع الله والتفرغ للهو والعبث والسفر والبعد عن مقاصد الشريعة
لكن الإسلام اجاز لعبادة اوقاتا للراحة من أعمال الدنيا ومشاغلها حتى يتسنى لهم صلة الأرحام وزيارة المرضى واجابة الدعوات ومراجعة النفس والترويح عنها
وإلا فأن الأصل هو أن الإنسان في عبادة دائمة وصلاة وذكر لله في جميع اوقاته ليلا ونهارا سفرا وحضرا عملا واجازة
بل من الجميل أن نجعل الأجازة فرصة للطاعة والتزود للسفر البعيد والرحلة الشاقة فنكثر من الصيام ونكثر قراءة القرآن ونتفرغ للتفسير والحديث ومراجعة الفقه والتوحيد والتفرغ للأطلاع والقراءة والتأمل والسياحة فيما يرضي الله عز ووجل
ويقول الامام علي (كرم الله وجه)
( ان هذه القلوب تمل كما تمل الابدان , فابتغوا لها طرائف الحكم )

ان الترويح عن النفس حاجة وضرورة فطرية وانسانية , فالانسان بحاجة الى الراحة بعد العمل والنشاط , لكي يعاود العمل والنشاط مرة اخرى بالمزيد من الفاعلية والعطاء والانتاج.

والحمد لله رب العالمين وسلاما على المرسلين وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

[أم عبدالعزيز]

طرح رائع كاروعة حضورك سيدتي
يعطيك الف عااافيه
لك ودي

جزاك الله كل خير

ونفع بماقدمتية

دمت ِ بطاعة الله

الغالية أم عبد العزيز
عافاك الله وشكرا على ردك الطيب
بارك الله فيك

اختي الحبيبة روعة
اشكرك على ردك الطيب
وجزاك الله خيرا

الله يجزاك الجنة ..

اهلا بك اختي الحبيبة الماس وجزاك الله الفردوس الاعلى
بارك الله فيك وحفظك الله

جزاااك الله خير اسوفه