لم تقف ظروفه الفاجعة التي عايشها عقبة أمامه ولم تمنعه من تغيير منهج التفكير الذي غير مسيرة حياته , متحدياً ألمه وهول مصيبته في وفاة ابنه الوحيد غرقاً , لإيمانه بالوعد الإلهي بزوال العُسر وحلول اليُسر هو الذي يحوّل اليأس إلى أمل والجزع إلى صبر وجلد ليستطيع مواصلة مسيرته اليومية وينظر للحياة نظرة جديدة ملؤها التوجه لله , ابن محافظة الحريق عاش حياة عادية منذ صغره حتى قرر إكمال نصف دينه , ليرزق بطفله البكر "باسل" ليتوفاه الله غرقاً هو وخاله "يزيد" ..! في مسبح الاستراحة ...، فعندما يعانق ثلج الصبر جمرة المصيبه تتــلاشى كما الدخان , وعندما يلهج لسان العبد بذكر حسبنا الله ونعم الوكيل ويوقن بالآية الكريمة ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) فإن الله يلهمه الصبر والسلوان .. هكذا غيّر " بندر " ..! حياته .


بداية القصة:


عبر برنامج "حكايتي" على إذاعة يو اف ام ، روى الشاب الصيدلي ( بندر الزعاقي ) قصته رغم مرارة ألم فقد ابنه باسل إلا أنه كان قوياً في إيمانه بربه متماسكاً في مبادئه في قضاء الله وقدره , بدأ بندر قصته قائلاً : بعد زواجي في عام 1423 هـ رزقت بإبني البكر وأسميته "باسل" و بعد مرور الشهر رزقت والدة زوجتي بطفل أسمته "يزيد" بعد 9 سنوات من التوقف عن الحمل , ليكونا شمعتين مضاءتيين لنا .


يطفون على الماء..! :

وتابع " بندر " : بعد مرور 3 سنوات من عمر " باسل " , قررنا ذات يوم الخروج لإستراحة أنا و عائلتي و عائلة أهل زوجتي , وعندما حان وقت الصلاة غبت نصف ساعة لأجد "باسل " و "يزيد" وهم يطفون فوق مياه مسبح الإستراحة , في موقف هز وجداني و من هول الصدمة لم تعد قدماي قادرة على حملي.


فتوى الشرع .. والحمل غير الأجواء ..!


ويضيف بندر عن سؤال علماء دار الفتوى حول وفاة باسل حيث أجمعوا على الصيام لــ 4 أشهر كفارة ً لي , كوني أنا الرجل الوحيد وقت الحادثة . وقال بندر بعد 7 أشهر حملت أم باسل.


من جهته قال د. يوسف بن عثمان الحزيم أمين عام مؤسسة الاميرة العنود الخيرية والخبير في تنمية الذات , أن قصة بندر معبرة وطموحها تحقق فيها سمات عظيمة ألا وهي الدعاء والصبر وفي مبدأ عظيم تمتع به بندر حسن الظن بالله , مماكانت العواقب جميلة بعد اختبار الصبر ، وأكد الحزيم على أهمية التكاتف في الازمات في مواجهة مشاق الحياة .