معظم الكولسترول الموجود في دم الإنسان يأتي عادة من الكبد


‏هناك اعتقاد شائع وخاطئ عن الكولسترول وهو أن المؤشر على عدم الإصابة بالكولسترول هو أن تكون نسبته صفر! ولكن لو لم يتوفر الكولسترول في جسم الإنسان بنسبة معينة فإنه سيموت، وكذلك سيفنى الجنس البشرى بأكمله! ولن يتمكن الرجال من إفراز هرمون تستوستيرون أو الهرمون الخصوي ‏ولن تتمكن النساء من إفراز هرمون الإستروجين، وبدون تلك الهرمونات لن تحدث عملية التكاثر. ولن تتمكن الأمعاء من هضم الطعام بدون كولسترول، كما لن تتمكن الخلايا من تكوين أغشيتها الخارجية التي تعرف بالبلازما، لذا فإن الكولسترول نفسه ليس سيئا. ولكن تواجده في جسم الإنسان بصورة ‏كبيرة عبر جسيمات البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL هو ‏الشيء المضر، حيث قد يتعرض جسم الإنسان إلى ترسبه في أماكن خطرة كأن يترسب على جدار الأوعية الدموية.
‏ومعظم الكولسترول الموجود في دم الإنسان يأتي عادة من الكبد ‏وجزء ضئيل فقط يأتي من الأطعمة التي نتناولها. وهناك دهون معينة تكتسبها من الغذاء بجانب الكولسترول وهى بالتحديد الدهون المشبعة والدهون المتحولة وهى التي تتسبب في إفراز الكبد لكميات كبيرة وضارة من الكولسترول.
في الواقع، إن الدهون المشبعة والمتحولة في نظامك الغذائي ترفع نسبة الكولسترول أكثر مما يفعل الكولسترول الذي تتناوله عبر طعامك.
وبغض النظر عن مصدره، فإنه عندما يزداد معدل البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL في دمك، فإنه يترسب على جدار الأوعية الدموية لديك وعلى الشرايين التي تنقل الدم المحمل بالأكسجين إلى القلب والمخ.
إن تراكم البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة يسبب تضيق وعدم استقرار في جدران الأوعية الدموية ‏والتي قد تؤدى حتماً إلى التعرض لأزمات قلبية والسكتات الدماغية.

والأمر الجيد هو أنه بوسع معظم الناس الوقاية من أمراض القلب إذا اتبعت أشياء مفيدة للقلب من شأنها تخفيض كولسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL. فالتغيير في أسلوب الحياة مثل إتباع نظام غذائي يحتوى على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة سيساعدك على المدى الطويل في تحقيق هذا الهدف. أما إذا لم تكف هذه الأساليب، فهناك الكثير من الأدوية الفعالة لمساعدتك على ذلك.


********


نسبة الكولسترول في الدم ؟




كم تبلغ نسبة الكولسترول في دمك ؟


كم تبلغ نسبة الكولسترول في دمك ؟ يتردد هذا السؤال على مسامعك عزيزي القارئ أينما كنت، سواء في التجمعات الأسرية أو ‏الإعلانات التليفزيونية.
وعلى الرغم من زيادة نسبة الوعي من الأخطار الناجمة عن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم في العقدين الماضيين، إلا أنه ما تزال هناك الكثير من الاعتقادات الخاطئة عن هذا المرض. وأكبر هذه الاعتقادات هو أن جميع أنواع الكولسترول متشابهة، مع أن هذا الاعتقاد يتلاشى تدريجيا في الواقع، وكما يفهم الكثيرون الآن، فإن الكولسترول ينتقل في دم الإنسان عبر العديد من الجسيمات الدقيقة المختلفة، وأهم هذه الجسيمات البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL ولهذين النوعين من الجسيمات تأثيران مختلفان تماماً في الأوعية الدموية وعلى عملية التجلط.
ولتبسيط الأمر على القارئ فإن البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL تحمي جسم الإنسان من أمراض القلب، بينما قد ‏تتسبب البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL في إحداث هذه الأمراض.
‏ولهذا السبب سوف تختلف نسب التعرض لأمراض القلب لدى شخصين على الرغم من تساوى نسبة الكولسترول لديهما. فعندما نتحدث عن الكولسترول، فإن أكثر الأمور أهمية ليست نسبة الكولسترول عامة، ولكنه الانهيار الذي يصاحب عملية انتقال هذا الكولسترول. وكذلك الأفراد العاديون الذين تقل نسبة الكولسترول لديهم عن المائتين والذين اعتبرناهم دائما في منطقة آمنة قد يكونون معرضين للإصابة بأمراض القلب إذا كانت نسبة الكولسترول في جسيمات HDL لديهم ضعيفة جداً أو ستواجههم بعض العوامل التي ستجعلهم عرضة للإصابة بانسداد الأوعية الدموية التي تسبب الأزمات القلبية.