من الزنزانة ينفجر المي ،، يصرخ صوتي وعرق يتصبب ،،
شعلة الغيظ تحتقن في داخلي حتى احس طعم النار في فمي ويدي !
فأستل الورقة والقلم ، واكتب لكِ من هذا المكان ،،
وغيره من الاماكن الغريبة التي اصبحت كالفواصل السوداء ما بين منطقة واخرى !
ما بين قلب وقلب ! عقل وعقل ! ما بين الدم والدم .


هكذا تمزق الوطن الكبير !
ونصبت حدوده مشانق للحنين المشتعل في الاعماق ، حنين الاهل للاهل ، والاصدقاء للأصدقاء ، والاحبة للأحباب .
وانتظر جواز سفري المعتقل ! اتسلى ! وارفه عن النفس الحزينة ، واكتب لكِ ، وخط طولي يشقني !
هل جربت هذ الخط يا حبيبي ؟؟؟
انه يفصلك دون ان تنفصل ! يشقك دون ان تنشق وترتاح في العذاب .
خط من النار ،، لا تستطيع ان تستفرغه وتتخلى منه معدتك وتستعذب الخواء من بعده !!
ولا ان ينحدر فيخرج مغادراً ويريحك حتى لو قرح المكان الذي يخرج منه !
هل جربت هذا يا حبيبي ؟
هل احسست بخط النار يلتهمك من الداخل ! ويشويك فيتأكل لحمك الطري !
ويجف دمك الغزير بينما هو رابض لا يتزحزح !
وانت تقاوم ! لكنك ابداً لا تيأس ، وانت تذوب !
لكنك ابدا لا تنكمش ثم تموت ! وانت تحزن لكنك ابدا لا تبكي .
أنت في عيني اصبحت نعاساً عذباً والخط الطولي لا يزال يحرق في داخلي ! ويمزق شراييني !
اسمع اسمي اخيراً ! وانت كالومض تلمع في عيني !
وكالسحر يطيرني فأهرع الى شباك الضابط ، استلم جواز السفر ، وكالعصفور اطير ، ابحث بين الاكوام المتراصة عن حقيبتي ،
واتمنى لو فرغت من اثقالها لأشحن نفسي بها !
واعود ثانية من حيث اتيت !!!

" نحن أمة واحدة ، فلتتكسر كل الحواجز ،، افتحوا لنا الطريق ،، وزفَوا الناس المنتظرة وعلى وجههم خيبات الامل ،، امسكو بأيدي الاطفال ،، قولوا لهم زمنكم سيشهد الوحدة والالتحام "