يعتبر انسداد القناة الدمعية من المشاكل المنتشرة في الأطفال حديثي الولادة. و تبلغ نسبة الإصابة بانسداد القناة الدمعية 30%، و أكثر من 90% من الحالات يتم شفائها تلقائيا خلال السنة الأولى من عمر الطفل.
و كلما كان اكتشاف وجود انسداد في القناة الدمعية مبكرا كلما كانت نسبة حدوث التهاب بكتيري أو الاحتياج للعلاج الجراحي أقل.


القنوات الدمعية Tear ducts:


العين معرضة باستمرار للأتربة، البكتريا، و الفيروسات. و يلعب جفن العين و رموش العين دور هام في حماية العين من دخول كل تلك الأشياء المضرة بالعين. بالإضافة إلى ذلك تساعد جفون و رموش العين على بقاء العين رطبة و حمايتها من الجفاف. و يساعد في ذلك الجهاز الدمعي للعين Lacrimal system الذي يحمي العين من الجفاف.

يوجد غدد صغيرة في حافة جفن العين تعمل على إنتاج طبقة زيتية التي تندمج مع الجزء السائل من الدموع و تمنعها من التبخر. و تعمل الغدد الدمعية Lacrimal glands على إنتاج الجزء المائي (السائل) من الدموع. و توجد هذه الغدد في الجزء العظمي الموجود خلف الجفن العلوي للعين.







و يعمل جفن العين على تحريك الدموع لتغطي الطبقة الخارجية للعين فتعمل الدموع على الاحتفاظ برطوبة العين و تنظيفها باستمرار بالإضافة أنها تحتوي على أجسام مضادة تحميها من الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية.
و يتم تصريف – التخلص من تلك الدموع من خلال فتحتان صغيرتان تسمى النقطة الدمعية Punctum أو القناة الدمعية Lacrimal duct حيث يوجد واحدة في كل من الجفن العلوي و السفلي. و يتم دخول الدموع من خلال تلك الفتحات الصغيرة لتصل إلى أنابيب صغيرة تسمى القنوات التي تقع في الجانب الداخلي من جفن العين. فتمر الدموع من خلال تلك القنوات لتصل إلى الكيس الدمعي Lacrimal sac الموجود بين العين و الأنف. و تتحرك الدموع من خلال القناة الدمعية الأنفية Nasolacrimal duct لتصل إلى الأنف.












أسباب انسداد القناة الدمعية


أسباب خلقية: يولد الطفل دون اكتمال نمو القناة الدمعية الأنفية حيث يكون هناك ضيق بها أو هناك غشاء يغطي القناة (انسداد النقطة الدمعية بغشاء يغطيها) و بالتالي يمنع تصريف الدموع و يحدث انسداد بالقناة سريعا.






وجود بعض الأمراض بالأنف مثل الزوائد الأنفية Nasal polyps.






التعرض لكسور أو جروح في منطقة العين و الأنف.



أعراض انسداد القناة الدمعية



عادة تظهر الأعراض على الطفل حديث الولادة في حالة انسداد القناة الدمعية الخلقي خلال ال 12 أسبوع الأولى من عمر الطفل حيث يظهر على الطفل:


التدميع المستمر للعين بالرغم من عدم بكاء الطفل. يعتبر انسداد القناة الدمعية الخلقي السبب الرئيسي لتدميع عين الأطفال حديثي الولادة.



التهاب العين فتظهر إفرازات بالعين.



وجود إفرازات صديدية عند جانب العين.


التصاق جفون العين ببعضها عند استيقاظ الطفل من النوم.



التهاب الكيس الدمعي Dacrocystitis فيظهر احمرار مع ألم و انتفاخ في الجانب الداخلي للعين عند جانب الأنف العلوي.



التشخيص



عند الكشف الطبي يقوم الطبيب بتأكيد تشخيص انسداد القناة الدمعية عن طريق:
الضغط على الكيس الدمعي يؤدي إلى ارتجاع إفرازات مخاطية عن طريق النقط الدمعية.
اختبار تلاشي صبغة الفلوراسين Fluorescein dye disappearance test:


يتم وضع قطرة صبغية في كلا العينين. في الأحوال الطبيعية في عدم وجود انسداد في القناة الدمعية يتم تصريف هذه القطرة الصبغية من العين بعد 5 دقائق فلا يبقى منها إلا القليل جدا. أما في حالة وجود انسداد القناة الدمعية فإن الصبغة تبقى في العين مدة طويلة.


علاج انسداد القناة الدمعية

العلاج المنزلي


تدليك المجرى الدمعي:





تقوم الأم بغسيل يديها جيدا ثم تضع أصبع السبابة على زاوية العين الداخلية و تقوم بتحريك أصبعها إلى أسفل في اتجاه جانب الأنف. و يمكنها استخدام الكمادات الدافئة أثناء التدليك للتسهيل. و تستمر الأم في التدليك لمدة شهرين.

المضادات الحيوية الموضعية للعين:


في حالة وجود إفرازات مخاطية بالعين تشير إلى وجود التهاب بكتيري بالعين يتم إعطاء الطفل قطرة أو مرهم مضاد حيوي للعين يستخدمها لعدة أيام حتى ينتهي الالتهاب.


العلاج الجراحي:


يتم اللجوء للعلاج الجراحي في حالة استمرار انسداد القناة الدمعية لمدة 6-8 أشهر.
و نسبة نجاح العلاج الجراحي في الأطفال تزداد كلما قل عمر الطفل حيث تبلغ 80-90%.
و يظهر التحسن على الطفل خلال أسبوع من إجراء الجراحة.
يقوم الطبيب بإعطاء الطفل قطرة أو مرهم مضاد حيوي مع بعض التعليمات البسيطة للأم للعناية بالطفل بعد العملية الجراحية.

تسليك المجرى الدمعي:





تبلغ نسبة نجاح تسليك المجرى الدمعي 85-95% للأطفال في سن عام أو أقل. و تقل نسبة النجاح كلما زاد عمر الطفل. و يتم عملها بواسطة أخصائي العيون. و يمكن تكرار عملية التسليك إذا لم تنجح في أول محاولة.
و تستغرق العملية 10 دقائق. يتم استخدام أداة رفيعة جدا يتم إدخالها برفق خلال القناة الدمعية لتسليك الانسداد ثم يتم وضع محلول ملح ليصل من خلال القناة الدمعية إلى الأنف للتأكد من التخلص من الانسداد.
و تتم العملية تحت التخدير الكلي.

استخدام أنبوب السليكون:


يتم وضع أنبوب من السليكون في القناة الدمعية لشدها و منع انسدادها و يتم تركها لمدة 6 أشهر ثم يتم إزالتها مرة أخرى.



التوسيع بالقسطرة البالونية:






يتم وضع قسطرة بالونية في القناة الدمعية و يتم نفخها بواسطة محلول معقم لمدة 90 ثانية حتى تتسع (تشد) القناة الدمعية. ثم يتم إفراغها من السائل ثم نفخها بالسائل مرة أخرى لمدة 60 ثانية. ثم يتم رفع القسطرة إلى أعلى و نفخها مرة أخرى بالطريقة السابقة.


</B></I>