شريط اخر الاخبار
شريط الاهداءات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مهنية القائد التربوي

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    4,586
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي مهنية القائد التربوي

    تتفق مداخل الإصلاح التعليمي على إن الإصلاح المرتكز على المدرسة يعد من أكثر مداخل الإصلاح نجاعة في تحسين وتجويد مخرجات التعليم.، وتتبنى وزارة التعليم هذا المدخل من خلال الفلسفة التي يقوم عليها مشروع تطوير التعليم و أنموذج تطوير الذي يسعى إلى تحويل المدرسة إلى مدرسة متعلمة وتبني مفهوم مجتمعات التعلم المهنية. وتظل جهود وزارة التعليم ومبادراتها الإصلاحية ومشاريعها التطويرية بعيدة عن تحقيق أهدافها ونقل المضامين النظرية لهذه المبادرات للممارسة والتطبيق وتحويلها لثقافة بالمدارس. ورغم ما أولته الوزارة من اهتمام واضح بتطوير المناهج والعمل الجاد لتدريب وتطوير أداء المعلمين إلا إن مدير المدرسة لم يخطى بذات القدر من الاهتمام من حيث تمهين القيادة التربوية فلازالت إدارات التعليم في كثير من مناطق المملكة تتعامل مع مفهوم "مدير الضرورة" وهذا يعبر عن عزوف عن الإدارة المدرسية ناهيك عن إحجام الوزارة عن ترشيح المعلمين الأكفاء والذين لديهم الرغبة ويمتلكون شخصيات قيادية للترشح للعمل الإداري لأن تخصصاتهم تمثل ندرة ويصعب تعويضهم. لعل السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يترشح المعلم ليصبح وكيل مدرسة ومن ثم مديراً ؟ في حقيقة الأمر لا يوجد أي حافز مادي أو معنوي يميز وكيل أو مدير المدرسة والدافع الحقيقي الذي يدفعهم للعمل الإداري هو البحث عن المكانة الاجتماعية ، والسعي لتحقيق ذواتهم وسرعان ما يشعرون بالإحباط بعد ممارسة العمل لعظم المسؤوليات وكثرة الصعوبات والتحديات فيصبح غارقاً في أعباء إدارية بعيدة كل البعد عن الدور الفني المنتظر من مدير المدرسة في تحسين وتجويد مخرجات التعليم . إن هذه الآلية التي تنتهج الوزارة في ترشيح القيادات التربوية آلية عقيمة تقوم فقط على سد الاحتياج فمع مرور الوقت أصبح جميع مديرو المدارس نسخ مكررة تستنسخ من معلم أصبح وكيلاً دون سابق إعداد فضلاً عن معايير علمية للاستقطاب والاختيار و التعيين فيحاكي نموذج المدير الذي يعمل معه ثم يصبح مديراً فيتكرر هذا النموذج بالمدارس. إن تمهين القيادة التربوية يقتضي أن تميز وزارة التعليم ، ووزارة الخدمة المدنية وكلاء ومديرو المدارس في مسمياتهم الوظيفية ، و مميزاتهم المادية ، وما يقدم لهم من حوافز معنوية. هذا التمييز بات حتمياً وضرورة ستوسع من قاعدة العرض مما يجعل الوزارة قادرة على رفع سقف معايير الاستقطاب ومتطلبات إشغال الوظائف الإدارية بالمدارس وهذا يضمن حسن الاختيار والتعيين ، و يمهد الطريق للإعداد والتهيئة وفق أسس علمية احترافية تنمي الجانب الفني المفقود لدى معظم مديري المدارس. إن أدوار مدير المدرسة لم تعد قاصرةً على تسيير الأمور والمحافظة على أوقات الدوام ومتابعة وانتظام المعلمين؛ بل تحول إلى القيادة التربوية التي توطن مفهوم التنمية المهنية المستدامة وتحول المدرسة إلى مدرسة متعلمة وتجعلها في حالة تعلم دائمة ، وتخلق الثقافة الإيجابية التي تشجع المعلمين على تغيير ممارساتهم التقليدية وتقودهم للتجريب والمخاطرة من خلال إنتاج المعرفة والإبداع و الابتكار. لذا تظل مبادرات الإصلاح والمشروعات التطويرية ونجاحها مرهوناً بتمهين القيادة التربوية التي تقود التغيير و ترسي دعائمه
    وهو الجانب الأهم و المفقود في المعادلة .
    التعديل الأخير تم بواسطة جبل الهدا ; 11-06-2015 الساعة 11:30 PM
    ( ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة.وقنا عذاب النار)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مواضيع لم يتم الرد عليها